يؤكد د. عزيز الدفاعي في بدء مقاله أنه من اشد المدافعين عن حرية الرأي ، لكنه يتخذ هذا التقديم منهجا لمهاجمة من ينتقدون اعتقال السلطات الإيرانية لرجل الدين أحمد القبانجي، متسائلا عن سبب حماسهم في نهاية السبعينات من القرن الماضي نشر في بيروت كتاب اثار جدلا واسعا كاد ان يتسبب في مجازر ومصادمات بين المسلمين وغيرهم عنوانه (قس ونبي) ومؤلفه شخص لم يعرف من قبل اسمه (أبو موسى الحريري) ادعي فيه ان الرسول محمد بن عبد الله( صلى الله عليه واله) قد اخذ علمه وأفكاره التي بشر بها الناس عن القس ورقة بن نوفل الذي علمه ما ورد في ترجمة فصيحة بالعربية عن الانجيل العبراني المفقود المنحول المسمى (انجيل متّى) والذي أطلق عليه النبي محمد القرآن أي أن القرآن ليس كتابا انزله الله تعالى على صدر خاتم الأنبياء والرسل بل نسخة من الإنجيل ا"العبراني" ، وبالتالي فان سيدنا محمد حسب زعم هذا الكتاب ما هو إلا مترجم إلى العربية لما تعلمه من القس ورقة بن نوفل قريب زوجته السيدة خديجة بنت خويلد التي نصحته بان يقص رؤياه على قريبها النصراني بعد نزول الوحي عليه فابلغه انه نبي هذه الأمة وخاتم الأنبياء والرسل لكن هذا الكتاب المثير للجدل يدّعي أن تعاليم القران في حقيقة الأمر منقولة عن كتاب عبراني وان محمدا ما هو إلا مدعي للنبوة وتلميذ لقس عبراني ، وبرر الكاتب المجهول ادعاءه هذا بتشابه بعض القصص في القران والإنجيل وخاصة السور المكية منها مع ما ورد في السفر المنحول، لكن المفاجأة التي ظهرت بعد سنوات من صدور هذا الكتاب ان مؤلفه الحقيقي لم يكن الحريري بل هو القس ( جوزيف قزي) الذي اعترف بذلك صراحة خطورة دور الإعلام من قرأ كتاب الكاتبة البريطانية فرانسيس ستونر سوندرز "من يدفع للزمّار؟" عن عالم المخابرات الأمريكية أثناء الحرب الباردة، يعرف لعبة الإعلام في تحويل وأعاده صياغة الرأي العام حسب الطلب، ويعرف أن ما تفعله بنا هذه الوسائل وأدواتها من مفكرين وصحفيين وكتاب، عمليّة تدار بدقة متناهية تمهّد للحظة انقضاض تنطلق من الفكرة وتقوضها من الداخل سواء كانت سياسية أو عرفا تاريخيا موحدا للمجتمعات وإذا كان الإعلام الغربي، يلعب اللعبة الكبرى لغسل الأدمغة، وتمرير أجندته ـ مهما يذر في العيون عن الحيادية في العرض أو المضمون ـ فإن الإعلام العربي اليوم يبدو تلميذا مشاغبا يقلد ما يراه على الفضائيات أو يتلقفه من أفلام هوليود بحيث أصبح قادرا على تظليل صف او مدرسة أحيانا بما هو أمر من الأحاجي و تسويغ حتى المحرمات تحت ذريعة الديمقراطية وحرية الرأي
و مع تمسكنا هنا بموقف مبدئي جوهره الدفاع عن حرية التعبير والفكر ورفض اعتقال أي مواطن تبعا لأرائه ومعتقداته ومن بينهم السيد احمد القبنجي الذي أصبح محط اهتمام استثنائي من قبل العديد من المنابر العراقية إلى درجه طغت على ما يتعرض له العراق ألان من مخاطر تهدد كيانه ووحدته عالم يشكك في ثوابت الدين أود أن أتوجه بالسؤال لكل من يرى إن القبنجي صاحب منهج جديد ومفكر استثنائي وان أدواته البحثية مثل( الدلالة ألاستعماليه) و(المراد الجدي) و(نظريه التعهد) واستخدام الدليل اللفظي كانت من صميم فكره ولم تكن خلاصة أبحاث من سبقوه في علم الأصول خاصة من علماء الأمامية؟ متمنيا أن يجود علينا بما لديه من دليل وحجه قد تعيننا على تصويب أرائنا بهذا الصدد ونحن لسنا من المختصين بعلوم الأديان والفقه والأصول ولا ندعي ذلك أن السيد القبنجي ينكر ضمن مقالاته وكتبه ومحاضراته المثيرة للجدل بلاغة القران الكريم ويدعي إن بعض آياته الكريمة ركيكة الصياغة بل إن بعض خطب علي ابن أبي طالب حسب زعمه ابلغ منها رغم ان الله تعالى يتحدى الإنس والجن بان يأتوا بأيه واحدة أكثر بلاغة من آيات القران، وينكر قيام الرسول محمد بتفسير القران وينسب ذلك لابن عباس، وينكر سوره الفيل بحجة ان الفيل لا يمشي على الرمل وهو ينكر وجود الجنة والنار ويستهزئ بهما، مدعيا أن النبي لم يقاتل المنافقين بل المشركين فقط وهذا مناقض للعديد من آيات القران الصريحة والأحاديث النبوية، ولا يرى في القران أكثر من نصائح و عبر أخلاقيه لا علاقة لها بمنهج تفسير التاريخ او الفلسفة، ويخلط معاني العديد من القصص ألقرانيه مثل قصة سليمان وغيرها أما ما قاله عن أراء الأمامية ومعتقداتهم فهو كثير ولا يتسع المقال لمناقشته ولكن اغلبه ورد صريحا لدى علماء شيعة سابقين ومحدثين دعوا لتطوير نهج الشيعة الأمامية منهم شريعة سنغلجي وعلي اكبر حكمي زاده ونعمه الله صالحي وحيدر علي و الدكتور علي شريعتي ومغالين تأثروا بتيارات أخرى من أمثال عبد الكريم سروش وهاشم اغاجاري محمد مجتهد شبستري وجميعهم إيرانيون سبقوا القبنجي في تشكيكهم بالنص ألقراني والنبي محمد أضافه لأحمد الكاتب وهو عراقي من التبعية سفر لإيران خلال عهد النظام السابق " لماذا لا يتظاهرون ضد دول تحمي الإرهاب؟" ورغم ذلك نقول وبإيمان صادق( الحرية للقبنجي) ونحن مع المطالبين بإطلاق سراحه وتفسير السلطات الإيرانية لأسباب اعتقاله لان حوار الله تعالى مع إبليس بعد جدله حول خلق ادم عليه السلام هو اول درس في الديمقراطية وحق التعبير عن الرأي هذا إذا ما افترضنا ان الرجل اعتقل لما جاهر به من أراء مخالفه لعامه المسلمين، لكن علينا بنفس الهمة و روح الدفاع عن القبنجي كمثقف والتظاهر إمام السفارة الإيرانية في بغداد ان نتظاهر أيضا إمام سفارات الدول الأخرى التي تأوي مدانين بالإرهاب والقتل الجماعي و تمارس دولها التأمر علينا بلا هوادة وتقصف قرانا كل يوم و لها أيضا سفارات في بغداد أيضا دون ان نذكر بسفارات الدول التي قامت باحتلال بلادنا وتمزيقها خارج إطار القانون والشرعية الدولية وحولت العراق الى مزرعة لليورانيوم الذي أصاب مئات الآلاف بالسرطان والتشوهات الخلقية أتساءل ونحن متضامنون مع هذه الحملة الإعلامية الكبيرة للدفاع عن السيد احمد القبنجي كمواطن عراقي : لماذا صمتت الحناجر والأقلام المخلصة بعد مذبحة الأحد التي راح ضحيتها عشرات الشهداء الأبرياء في بغداد. والكل يعرف هوية المحرضين عليها؟ الم يكن الذي جرى دما والأشلاء لبشر؟ صمت المقابر وازدواج المواقف لماذا صمتت نفس الأقلام كمن كبلها بأصفاد حين اعتدى برلماني عراقي على عشرات الملايين من العراقيين ونعتهم بما لا يليق بفم قاطع طريق ؟ ولماذا لم يتصد احد من النخب والمفكرين ودعاه الحرية والتظاهر لإطلاق سراح القبنجي لخطاب الدوري المتهم بأنه احد أعمدة القمع والإبادة الجماعية وأحواض التيزاب وتصفيه قوى المعارضة العراقية بلا رحمه وقائدا لفصيل إرهابي تكفيري يمارس القتل الجماعي ضد الأبرياء على الهوية الطائفية ومساند للقاعدة في العراق ؟ أين ذهبت حقوق ضحايا المقابر الجماعية والتعذيب والمسفرين والمغتصبات في السجون هل باتت الأولوية لأعاده الاعتبار للجزار وإهمال الضحايا من اجل لعبة الكراسي؟ ثم لماذا يهمل هؤلاء المتناوحون بحماس عن عمد أو جهل مصير الملايين من العراقيين في المهجر ولا يلتفت احد لمعاناتهم وإبعادهم قسرا من دول اللجوء او معرفة مصير الذين يموتون منهم دون ان تجد أسرهم ما يكفل دفنهم او نقل رفاتهم للوطن؟ بين آن وأخر نسمع عن مفكر وأديب وفنان وعالم عراقي ينعى في الغربة ولا احد يلتفت له ولأسرته لا من سفارة بلاده ولا من وزارة الثقافة ولا من غيرها ، الا يثير هذا حفيظة المثقفين لرفع أصواتهم أيضا لتلتفت دولتهم لأبنائها المبدعين الذين لا تؤويهم سوى مقابر الغرباء بعد رقده طويلة في ثلاجات الطب العدلي! لماذا لا ينتفض الضمير الثقافي العراقي بنفس همة الدفاع عن السيد احمد القبنجي من اجل ستة ملايين أرملة وطفل يتيم في العراق هم حصاد الاستبداد و العنف والإرهاب الذي ترك ألاف الأطفال بلا أيدي او أرجل او أعين بسبب الإرهاب والتشرذم السياسي بينما التفت العالم اجمع وبكى لفلم يحكي قصة الطفل العراقي الذي يلعب دور لاعب الكره ميسي بساق واحدة؟ هل تقتصر حقوق الإنسان في العراق على مجرمي القاعدة في السجون ومن كن محزمات (بالسي فور) والفسفور الأبيض؟ لماذا لا نقف جميعا وبنفس النية الصادقة للتظاهر السلمي ضد الساسة القتلة والمفسدين و سرّاق رغيف الخبز والشاحذين حرابهم لتقطيع أوصال العراق ورفع شعارات ألدوله الفاشية الطائفية والمقابر الجماعية مجددا والداعين لتحويل بغداد الى هانوي جديدة للزحف عليها رافعين رايات القاعدة وجبهة ألنصره والجيش اللاحر لإغراقها بالدم ؟ "ليس جديدا ما يقوله القبنجي" السيد القبنجي فك الله أسره أدلى بآرائه هذه منذ سنوات بحرية مطلقه ولم يعترض عليه احد في العراق لا من قبل الجهات الرسمية ولا من قبل المرجعيات والحوزات في النجف حتى ولو ببيان واحد او فتوى وهو دائم التردد على إيران التي من علمائها ومفكريها كما يعترف هو في محاضراته ومقالاته أستلهم او روج لأفكاره ألمعروفه هذه التي يرى البعض فيها وهم الغالبية تجنيا وخروجا سافرا على النص ألقراني ولم يتعر ض له احد طوال الزيارات السابقة شبه المكوكية لطهران وقم منذ ان كان معارضا يقاتل النظام السابق في اهوار الجنوب.... فما الذي حدث مؤخرا ليتم اعتقاله في إيران ؟ علينا ان نسال أنفسنا لو ان القبنجي نشر كتبه وجاهر بآرائه هذه في أي من البلدان العربية هل يستطيع احد ان يضمن حياته وعدم تعرضه للتكفير والتصفية الجسدية إذا كان رأس تمثال المعري وطه حسين قد قطع من قبل قاده الربيع الإسلامي؟ لا احد لديه الإجابة القاطعة حول هذا السؤال وعلينا ان لا نركب كل موجه ونتسرع في إصدار الإحكام ونساق دون وعي الى حيث تحركنا الأصابع الخفية وربما سيكون بمقدور شقيقه السيد صدر الدين القبنجي القيادي في المجلس الأعلى الإجابة على ذلك لصلاته التاريخية ألمعروفه بالأوساط المتنفذة في طهران وقم عندما كان الذراع اليمنى للمرحوم محمد باقر الحكيم خلال حقبه المعارضة. وصدر الدين القبنجي استنادا للكاتب العراقي عادل رءوف في كتابيه القيمين (عراق بلا قيادة) و(مرجعية الميدان ) مؤلف المنشور المعروف من(36) صفحة الذي صدر مطلع عام 1999 ووزع في العراق إمام أعين الأجهزة الأمنية العراقية وبين صفوف المعارضة العراقية في إيران وسوريا ولندن واتهم فيه صراحة الشهيد الثاني محمد صادق الصدر بأنه عميل ولعبة بيد صدام حسين وانه لا يمتلك شروط الأعلمية ولا يصلح مرجعا دينيا وقد تم الترويج له كمرجع حسب ادعاءه ليتمكن صدام من كشف صفوف معارضيه في الوسط والجنوب وتصفيتهم هذا الكراس الذي تلقفته الجهات الأمنية العراقية حينها بفرح غامر استغل ذريعة لتصفية الشهيد لصدر الثاني وأبناءه في النجف يوم 9 شباط من نفس العام بعد أيام من حادثة وكز السيد الصدر بعصاه لمحمد حمزة الزبيدي في صدره أمام الناس وألقيت التهمة بتصفية الصدر ونجليه على ثلاثة أشخاص اسماهم بيان السلطات العراقية آنذاك (عملاء لإيران) تم إعدامهم فورا وروج الأمر إعلاميا وكأنه تصفية حسابات بين المرجعيات الشيعية العربية ولأخرى الموالية لإيران لم يكن لها أي سابقة في تاريخ المرجعية الشيعية. ولو قدر للشهيد الثاني أن يبقى على قيد الحياة لتغيرت الكثير من مسارات الحدث السياسي في العراق دور مؤسسات الأمن الدولية في إسقاط الشيوعية تفصّل الباحثة البريطانية فرانسيس ستونر سوندرز في ( من يدفع للزمار) لماذا و كيف أن وكالة الاستخبارات الأمريكية تقوم برعاية مؤتمرات و معارض و تنظيم حفلات موسيقية و ندوات و لقاءات ثقافية وفكرية ، كما تقوم بالنشر و الترجمة و الترويج للعديد من المثقفين المرموقين والمنشقين الذين يسوقون للسياسات الأمريكية وتقوم بدعم و ترقية الفنون لمواجهة أي مضمون اجتماعي يمكن أن تقدمه هذه الفنون عكس الرؤى والمشاريع الأمريكية. و تقديم الدعم للمجلات و الصحف التي تنتقد الماركسية و الشيوعية و ثورات التغيير السياسية الوطنية المستقلة ، وتشرح كيف تمكنت الاستخبارات الأمريكية من الاستفادة من أبرز دعاة الحرية الفكرية في العالم لخدمة هذه السياسات إلى حد أنها كانت تشرف مباشرة على رواتب بعضهم ،وكيف أن بعضهم كان على علم بتورطه في مشاريعها و البعض كان يدور داخل وخارج المدار منكراً علمه بتلك العلاقة بعد تسريب معلومات عن ذلك و نشرها علنا في أواخر الستينات بعد حرب فتنام و المد السياسي نحو اليسار الم يكن العراق بداية انطلاق مشروع أعادة الهيمنة الأمريكية على مصادر الطاقة في العالم وتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد وهو مشروع لا يتم بالقوة فقط بل بالأفكار وترويج القناعات الجديدة وتهديم ثوابت الناس ومعتقداتهم ومقدساتهم ليصبح من السهل ترويضهم وتدحينهم في إسطبلات الغرب. يقول الشاعر العراقي المعروف سعدي يوسف عندما تقدمت لطلب الإقامة الدائمة في فرنسا قال لي ضابط المخابرات تعاون معنا فاغلب المثقفين العرب هنا لم يترددوا في ذلك طبعا لم يحصل سعدي يوسف على هوية الإقامة في باريس
0 Comments
هذه الهديه من مهندسين التصنيع العسكري للرئيس صدام حسين رحمه الله بمناسبة عيد ميلاده .هذه الكفاءه العراقيه التي حقد عليها العالم اجمع انه العراق ابو الحضارات . |
الصفحة الرســمية
للدكتور لطيف يحيــى دكتوراه قانون دولي - ايرلندا شاهد هذه الافلام هنا مجاناً
كتب بقلم
|